الإخوان المسلمين بالسعودية- عداء لمصر وتجاهل لعدوان الحوثيين

المؤلف: محمد الساعد08.15.2025
الإخوان المسلمين بالسعودية- عداء لمصر وتجاهل لعدوان الحوثيين

منذ الخامس والعشرين من يناير عام 2011، وفي أعقاب الانقلاب الذي قادته جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تشن كوادر الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، بفروعهم المتنوعة من السرورية إلى القاعدة وصولًا لداعش، حملة شعواء من الغضب والحقد ضد النظام المصري ورموزه، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن قبله الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.

إن انشغالهم العميق بالشأن الداخلي المصري، يأتي في صورة نيابة ومقاولة بالباطن عن التنظيم الأم الذي يتخطى الحدود، وذلك بعد الإخفاق الذريع لمشروعهم في مصر والتعثر الذي واجهه في دول أخرى.

إن استخدامهم للقضايا السعودية، وتمرير أجندتهم الخاصة من خلالها، ينطوي على مراميَ متعددة، أبرزها تحريض المواطنين ضد وطنهم، وتحويلهم إلى أداة صعود نحو السلطة حالما تسنح الفرصة، وزجهم في مواجهة مع حلفاء المملكة بهدف عزلها عن عمقها الاستراتيجي والأمني، وإبقائها أسيرة لأهواء ومخططات المشروع الإخواني المشبوه في المنطقة.

والمفارقة العجيبة والملفتة، أنهم لا يبدون ذلك العداء الصارخ لعلي عبد الله صالح، الذي يقود بالتعاون مع حلفائه الحوثيين، عدوانًا متواصلاً ضد المملكة منذ العام 2009 وحتى هذه اللحظة، ساعيًا لاختراق الحدود وقصف المدن والقرى السعودية الآمنة.

وحتى إذا وجهوا له انتقادات، فهي تأتي في سياق كلام عابر، يهدف إلى خدمة المشروع الإخواني في اليمن وليس المصلحة الوطنية للمملكة، فالحقيقة المرة هي أن الدم السعودي يبدو زهيدًا ولا قيمة في نظر قادة الإخوان والسرورية، ولا يعادل بالتأكيد قطرة دم واحدة لإخواني أريق في ميدان رابعة، أو على أعتاب صنم المقطم.

إن أدبيات الإخوان تؤكد دومًا، أن الوطن الحقيقي هو الذي يحكمه أحد قادتهم، وأن الوجع الذي يؤلمهم هو وجع أبناء أمتهم الإخوانية المزعومة، إنهم يعيشون ونعيش معهم في معسكرين متناقضين لا يلتقيان أبدًا، كما قالها يومًا ما قائد جناحهم العسكري أسامة بن لادن.

يا أيها «الأتباع في السعودية»، علي صالح أولى بالعداوة والخصومة من السيسي وحسني مبارك، فهو من يطلق صواريخه باتجاه مكة المكرمة، وقنابله الحارقة ومقذوفاته باتجاه منازل ومزارع المدنيين الأبرياء في صبيا ونجران والربوعة، أما مصر فهي من تحاصر مضيق عدن نصرة للمملكة ودعمًا للتحالف الشرعي، وأساطيلها الحربية هي من تضبط الأسلحة المهربة والممولة من دول تدعم تنظيمكم الدولي.

إن القاتل علي صالح وحلفاءه، يبدون وكأنهم مدللون ومرحب بهم سياسيًا في أعين الإخونجية والسرورية، وأتباعهم المنتشرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وكل من يتابع ما نشر في وسائل الإعلام طوال سنوات الخلاف السعودي مع الميليشيات الحوثية، يدرك أن دعوات المصالحة مع الحوثيين، بل وتزييف الحقائق في القنوات التلفزيونية وإظهارهم وكأنهم أغلبية الشعب اليمني، وليسوا أقلية اختطفت الحكم والقرار والمال، قد صدرت من قادة الإخوان، وعلى رأسهم المرشد السابق مهدي عاكف، ومن ثم مشاهير الإخوان في الإعلام والوعظ.

لقد قاد إعلام الحركيين السعوديين، وخريجي جبال قندهار، خلال السنتين الماضيتين، أربع محاولات للضغط على صاحب القرار في المملكة، أولها الدفع نحو التصالح مع داعش وجبهة النصرة (جفش حاليًا)، والدخول في حرب مباشرة في سوريا، وإحداث قطيعة مع مصر والإمارات، وأخيرًا التحالف مع التنظيم الدولي للإخوان وإعادة تعويمه سياسيًا في المنطقة.

لقد تم استغلال الإعلام بخبث ودهاء كبيرين، فتمت كتابة العديد من مقالات الرأي التي تم الترويج لها على نطاق واسع، ونشرت تعليقات ولقاءات في قنوات تلفزيونية مختلفة، وتم حشد الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمعلومات مضللة وكاذبة، وتم تهييج العواطف دون مبرر، بهدف إيهام صاحب القرار بأنه سيصبح في عزلة عن شعبه إذا لم يستجب لتلك المطالب المفتعلة والمزيفة.

إن محاولات الضغط تلك، جاءت لتحقيق أهداف عديدة، ولكنها بلا شك، غير بريئة، وتهدف إلى إقحام المملكة في سلسلة من المشكلات والحروب التي لا تنتهي، والتي ستؤدي بها في نهاية المطاف إلى الانهيار المالي والتآكل العسكري، لا قدر الله.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة